الأمم المتحدة تستبعد حلا قريبا لأزمة الصحراء الغربية

الأمم المتحدة أكدت أن هوة الخلاف كبيرة بين الجانبين

استبعد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في حديث خاص للجزيرة التوصل إلى حل للنزاع في الصحراء الغربية في المستقبل القريب.

وجاءت تصريحات الأمين العام عقب تسلمه الأربعاء الماضي مبادرة من المغرب متعلقة بحكم ذاتي في الصحراء الغربية ضمن السيادة المغربية، وتقديم جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) خطة ثانية.

وأفادت مصادر بالأمم المتحدة بأن هوة الخلاف بين الجانبين لا تزال كبيرة، حيث يرفض المغرب إجراء استفتاء على مصير الصحراء وترى البوليساريو أن مقترحات الرباط غير كافية لتحقيق مطالب الجبهة باستقلال الصحراء.

واقترحت الرباط إجراء مفاوضات مع الأطراف المعنية، في إشارة إلى جبهة البوليساريو والجزائر. وأبدت استعدادا وفقا للوثيقة المقدمة لأن "يخضع هذا الحكم الذاتي لاستشارة استفتائية للسكان المعنيين".

وتنص المبادرة المغربية على أن يتولى سكان الصحراء تدبير شؤونهم بأنفسهم من خلال سلطات الإدارة المحلية والشرطة وهيئات تشريعية وتنفيذية وقضائية.

أما المغرب فيحتفظ بمقومات السيادة ولا سيما العلم والنشيد الوطني والعملة، كما يتولى "الإشراف على الأمن الوطني والدفاع الخارجي والوحدة الترابية والعلاقات الخارجية والنظام القضائي للمملكة".

ودعا المغرب إلى الانخراط في مفاوضات جدية وبناءة وتوفير الظروف المواتية للشروع في مسار للتفاوض والحوار كفيل بأن يفضي إلى حل سياسي مقبول من جميع الأطراف.

ويقول مراقبون إن الرباط نجحت مبدئيا في كسب تأييد أو -على الأقل- تفهم للخطة من خلال حملة دبلوماسية مكثفة خلال الشهرين الماضيين من خلال إرسال موفدين إلى جميع دول مجلس الأمن وعدد من الدول العربية والأوروبية والأفريقية، إضافة إلى الولايات المتحدة لشرح مشروع الحكم الذاتي.

استعداد مغربي لمنح سلطات الإدارة المحلية للصحراء الغربية
اقتراح البوليساريو

في المقابل أكدت اقتراح جبهة البوليساريو استعدادها لإعطاء المغرب ضمانات بشأن وضع المقيمين المغاربة في الصحراء والاستغلال المشترك والعادل لمواردها وضمانات أمنية أخرى.

ووصف بيان للجبهة المقترح بأنه مرن وبناء ويتماشى مع الشرعية الدولية المتمثلة في قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة "بما يضمن حقوق الشعب الصحراوي الوطنية في تقرير مصيره من خلال استفتاء حر".

وأشارت أيضا إلى رغبتها في التعاون وعلاقات حسن جوار مع المملكة المغربية وجميع دول المنطقة.

وقال ممثل البوليساريو بالأمم المتحدة البخاري أحمد إن الجبهة عرضت على الرباط علاقة خاصة على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والأمنية بشرط إجراء استفتاء تقرير المصير.

واعتبر في تصريحات الأربعاء الماضي أنه لا يمكن طرح الخطة المغربية كحل مقبول أو كأساس للتفاوض.