دراسات أكاديمية أثبتث أن الجزيرة الإنجليزية أغنت الفضاء الإعلامي العالمي
أظهرت دراسة أكاديمية أصدرها معهد ميديا تينور الإعلامي الألماني المستقل أن إطلاق قناة الجزيرة الإنجليزية أثبت مخالفة التصورات السلبية السائدة في الغرب حول مجافاة الجزيرة للحقيقة وغمط حقها في جوانب عديدة تميزت فيها.
وصدرت الدراسة التي جاءت بعنوان "الجزيرة الإنجليزية تثري المشهد الإعلامي- تحليل الأثر الإعلامي"، باللغة الإنجليزية في 27 صفحة من القطع الصغير.
وحللت الدراسة نشرات الأخبار والبرامج والتقارير في القناة من حيث الكم والنوع، وقيمتها علميا بمقارنتها بمثيلاتها في قنوات الأخبار العالمية خاصة الأميركية، وركزت أيضا على عرض ما اعتبرته جوانب للاختلاف والتميز الموضوعي بين قناتي الجزيرة الإنجليزية والعربية.
مفاجأة
وذكرت الدراسة أن تحليل صورة الولايات المتحدة في قناة الجزيرة الإنجليزية كشف عن مفاجأة، حيث اتسمت هذه الصورة في مجملها بالإيجابية وجاءت أفضل بنسبة 15% من الصور التي قدمتها قنوات الأخبار البريطانية والإيطالية عن الولايات المتحدة.
ولاحظت الدراسة أن الجزيرة الإنجليزية كرست منذ انطلاقها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي جانبا كبيرا من تغطيتها للشؤون المحلية والسياسات الداخلية والأوضاع الأمنية في الولايات المتحدة أكثر مما أفردته قنوات أميركية مثل ABC وNBC وCBS.
وأبرزت أن التقارير الإخبارية للجزيرة الإنجليزية حول الأمم المتحدة ودول العالم المختلفة اتسمت بالشمولية مقارنة بتقارير قنوات أخرى مثل VOX وABC وNBC التي تحصر تغطيتها في الجوانب المتعلقة بالمصالح الأميركية، مشيرة إلى تميز الجزيرة الدولية وتفوقها على قنوات إخبارية من ألمانية وإيطاليا وجنوب أفريقيا في متابعة وتغطية الانتخابات بعدد من الدول.
في المقابل قالت الدراسة إن تعامل ربع برامج الجزيرة الإنجليزية مع قضايا الحروب والنزاعات جعل قضايا الاقتصاد والأعمال تكاد تكون غائبة عن القناة مقارنة بما هو موجود في القنوات الإخبارية الدولية.
الإنجليزية والعربية
وتطرقت الدراسة إلى عدد من الفوارق بين قناتي الجزيرة العربية والإنجليزية، فأوضحت أن الأولى تركز في ثلثي ما تقدمه من برامج علي الدول العربية والإسلامية، في حين تقدم الثانية بعدا إضافيا عبر تغطيتها للغرب وعرضها معلومات أكثر حول الدول الغربية.
وكشفت الدراسة أن الانتقادات الموجهة للرئيس الأميركي بوش على قناتي الجزيرة لا تعد مفرطة مقارنة بنفس الانتقادات في قنوات الأخبار البريطانية والإيطالية وحتى الأميركية.
ولاحظت أن تغطية الجوانب السلبية في أداء الحكومة الأميركية والكونغرس والقوات الأميركية تتم بشكل مقيد في قناتي الجزيرة العربية والإنجليزية ولا تفوق كميا ما يقدم في قنوات الأخبار الألمانية.
الجزيرة وألمانيا
وذكرت الدراسة أن قناة الجزيرة الدولية شكلت أحد أهم مصادر الأخبار التي أعتمدت عليها أكبر 39 وسيلة إعلام ألمانية في العام الماضي، حيث جاءت في المركز الثاني بعد صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
وأشارت إلى أن القناة ورد ذكرها في هذه الوسائل الإعلامية الألمانية 307 مرات، في حين ورد ذكر شبكة CNN الأميركية 207 مرات فقط، وأضافت أن اقتباس الإعلام الألماني من الجزيرة الدولية ناتج من الموقع المتفرد للقناة وسط خطوط تدفق الأخبار في الشرق الأوسط وتغطيتها للمراكز الساخنة في هذه المنطقة.
حقائق مجردة
وفي تعليق على نتائج الدراسة اعتبرت يوليا جيرلاخ الصحفية بقناة ZDF الألمانية أن الشيء الجيد بالدراسة هو عدم اكتراثها بالمعلومات الناقصة والتكهنات المثارة حول ميول وتوجهات الجزيرة، وتركيزها على تقديم حقائق مجردة حول القناة مبنية على تحليل وتقييم تقاريرها كميا ونوعيا ومقارنتها بتقارير غيرها من القنوات العالمية.
وأشارت جيرلاخ في تصريح للجزيرة نت إلى أن الدراسة كرست -على سبيل المثال- حقيقة معروفة للجميع، وهي اهتمام الجزيرة بقناتيها العربية والإنجليزية بمتابعة الشأن الفلسطيني بشكل مكثف يفوق ما يقدم في القنوات الدولية.
ولفتت إلى تحول قناة الجزيرة الإنجليزية إلى مصدر إخباري ثري ومتنوع للإعلاميين الألمان الذين أصبحوا حريصين على متابعتها موضحة أن تفوق القناة على شبكة CNN وغيرها من القنوات العالمية في التغطية المكثفة للحدث اللبناني جعل الإعلام والرأي العام الألمانيين يتعاطيان بمزيد من الجدية مع الأزمة اللبنانية.
وعبرت الإعلامية الألمانية المتخصصة في قضايا الإعلامي العربي عن تقديرها لخروج الجزيرة من الحيز الإقليمي إلى النطاق العالمي وقدرتها على خوض غمار المنافسة وإثبات وجودها وتميزها أمام مختلف قنوات الأخبار الدولية.
وخلصت إلى أن القناة الإنجليزية ولدت انطباعا بأنها تقدم لمشاهديها إطلالة شاملة على الأحداث في كل مكان فوق الكرة الأرضية وتجعلهم معايشين لأدق تفاصيل السياسة المحلية لكل دولة.