hamzaanki مشرف ممتاز
عدد الرسائل : 336 العمر : 31 Localisation : maroc ,taroudant تاريخ التسجيل : 29/05/2007
لوحة التميز رتبة:
| موضوع: ايران والولايات المتحدة: حرب باردة جديدة؟ 4/6/2007, 2:53 pm | |
| روجر هاردي محلل شؤون الشرق الاوسط في بي بي سي
ايران والولايات المتحدة تتحاوران حول العراق على الرغم من الجهود التي تبذل من اجل التوصل الى ارضية مشتركة حيال ما يجري في العراق، هل يمكن القول ان الولايات المتحدة وايران متورطتان في جو من التدهور يأخذ بهما الى حرب باردة جديدة؟
يرى بعض المحللين ان الاجتماع الذي عقد بين مسؤولين امريكيين وآخرين ايرانيين في 28 مايو/ ايار الماضي كمؤشر لتحسن العلاقات.
وكان السفير الامريكي في العراق ريان كروكر قد وصف الاجتماع الذي عقده مع مسؤول ايراني بـ"الايجابي".
ولكن، اذا نظرنا الى الصورة العامة للعلاقات بين البلدين فنجد الكثير من التشنج المتصاعد المقلق على جبهات عدة.
فواشنطن تتهم طهران بمحاولة زعزعة الوجود العسكري الامريكي في العراق بينما يتهم الايرانيون الرئيس الامريكي جورج بوش بالتحريض على ثورة مضادة تطيح بالنظام الايراني.
ولكن ما يجري لا يقتصر على الحرب الكلامية، بل هو لعبة غامضى المعالم تارة علنية وطورا في الخفاء، تتداخل معها تعقيدات منطقة الشرق الاوسط وتتخللها من حين لآخر دبلوماسية عرض عضلات عسكرية.
"شبكات تجسس" وكان رئيس جهاز مكافحة التجسس في ايران قد قال ان طهران اكتشفت شبكات تجسس في سبع محافظات ايرانية.
وقال هذا المسؤول الذي لا يكشف الاعلام الايراني عن هويته عادة ان شبكات التجسس التي تم تفكيكها مرتبطة ببلدان لها وجود عسكري في العراق، في اشارة الى الولايات المتحدة وبريطانيا.
وقال المسؤول ان هذه الشبكات كانت تعمل على اثارة النعرات بين مختلف الاثنيات الايرانية وبخاصة في المناطق الحدودية الحساسة.
وهذه الاتهامات يصعب عادة اثباتها او نفيها بشكل قاطع.
على صعيد آخر، فمن الواضح ان الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على ايران لا تقتصر على العقوبات الدولية في حال استمرت طهران ببرنامجها النووي، فهي تتعدى ذلك الى جملة من التدابير تبدأ بما يعرف في العلاقات الدولية بـ"القوة الناعمة" التي تقضي بالتأثير على الرأي العام الايراني من خلال تشجيع الديمقراطية وحقوق الانسان واظهار محاسن طريقة الحياة الامريكية.
المحاولة الثانية هي من النوع السياسي الدبلوماسي وهي دفع عدد من الدول العربية الى الانضمام الى حلف عربي معاد لايران.
محاولة اخرى قامت بها الولايات المتحدة وهي احتجاز المسؤولين الايرانيين في العراق الذين تقول واشنطن انهم من الحرس الثوري الايراني بينما تقول طهران انهم دبلوماسيون.
وحسبما اشارت بعض التقارير فان الولايات المتحدة تقوم بعمليات سرية في الداخل الايراني.
وفي هذا المجال اشارت "اي بي سي نيوز" الى ان الرئيس الامريكي سمح للمخابرات الامريكية بالقيام بعمليات سرية داخل ايران من اجل زعزعة النظام.
وتشمل هذه العمليات السرية حملات دعائية ضد النظام الايراني وتلاعب بالعملة الايرانية والتأثير على العمليات المصرفية.
في المقابل، ترد ايران على كل ذلك بوسائل عدة تشمل توقيف ايرانيين امريكيين تتهمهم بالتجسس، كما تعمل على التقارب مع بعض الدول العربية على سبيل المثال اقتراح طهران باستئناف العلاقات الدبلوماسية المنقطعة مع مصر.
قواعد الحوار في الوقت ذاته، تبقي طهران على مواقفها الصلبة المعارضة بشدة للوجود الامريكي في العراق، وتعتبر هذه احد اقوى الاوراق الايرانية كون الجمهورية الاسلامية تملك امتدادا لها داخل العراق من خلال جماعات مؤيدة قد تكون مستعدة لاستهداف القوات الامريكية.
وفي ظل هذه المعضلة المعقدة كيف يمكن تفسير واقع العلاقات الايرانية الامريكية التي تتأرجح بين "اجتماعات دبلوماسية ايجابية" وحرب باردة قاسية؟
الواقع انه في واشنطن كما في طهران هناك عدة مراكز للقرار تعتبر مراكز قوة تدفع حسب مصالحها الامور لصالح اجندة تكون في بعض الاحيان لصالح الصقور وفي اوقات اخرى لصالح الحمائم.
ومن الواضح ان الولايات المتحدة تبحث عن مزيج من السياسات الجديدة تقضي بالتفاوض مع الجمهورية الاسلامية، ولكن من موقع قوة.
وتعي واشنطن للصعوبات التي تواجهها في العراق، ولا تريد في الوقت نفسه ان تحاور ايران من موقع ضعف او تسول.
ويعرف الامريكيون انه في ما يتعلق بايران، فان الخيار العسكري ليس مغريا، فيبقى ان البديل لواشنطن يقتصر على الحوار الحذر من جهة، والاحتواء الصلب من جهة اخرى.
نجح هذا المنهج خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي، فهل ينجح مع ايران؟ | |
|