المنطقة الخضراء شهدت مرات عديدة انفجارات رغم التعزيز الأمني
ارتفع عدد ضحايا التفجير الانتحاري الذي وقع اليوم في مقر البرلمان العراقي إلى مقتل ثمانية أشخاص. وقال المتحدث باسم القوات الأميركية في العراق الجنرال وليم كولدويل إن نحو ثمانية أشخاص قتلوا وجرح نحو 20 آخرين في العملية.
وكانت مصادر أمنية عراقية أكدت في وقت سابق مقتل ثلاثة أشخاص بينهم نائبان عندما فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه في مطعم مجاور لقاعة البرلمان بالمنطقة الخضراء شديدة التحصين.
وأشارت المصادر إلى "مقتل نائبين هما محمد عوض عن الجبهة الوطنية للحوار بزعامة صالح المطلق والآخر عن الاتحاد الإسلامي الكردستاني" الذي فقد احد نوابه الخمسة في عملية اغتيال في بغداد الخريف الماضي.
وأصيب كذلك في الهجوم حسب المصادر "خمسة من نواب جبهة التوافق"، كبرى الكتل البرلمانية للعرب السنة بينهم طه اللهيبي وسلمان الجميلي، إلا أن المصادر أوضحت أنهم ليسوا في حال الخطر.
في السياق أكد مسؤولون أمنيون أن التحقيقات جارية مع عمال المقهى لمعرفة كيف تمكن الانتحاري من الدخول إلى المكان رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي يخضع لها الداخلون إلى المبنى.
وأشارت المصادر إلى أن قوات أميركية طوقت مكان الحادث وقامت بعملية تفتيش لبعض الحقائب المشكوك بأمرها.
الشرطة النهرية سعت لإنقاذ ركاب سيارات سقطت في نهر دجلة وقد سارع الرئيس الأميركي جورج بوش إلى إدانة الهجوم، مؤكدا دعمه للحكومة العراقية. وقال بوش "إن هذا العمل يذكرنا بوجود عدو على استعداد لاستخدام قنابل ضد أبرياء في رمز للديمقراطية".
تفجير جسر
وجاء التفجير بعد ساعات من مقتل 10أشخاص وجرح 26 على الأقل في تفجير شاحنة مفخخة ضرب جسر الصرافية الحديدي الذي يربط بين منطقتي العطيفية والوزيرية شمالي بغداد.
التفجير دمر الجسر تقريبا، وقال بعض مسؤولي الأمن في موقع الحادث إن الشاحنة توقفت في منتصف الجسر قبل أن تنفجر، مشيرين إلى أن قوات الشرطة ارتابت في السيارة وحاولت سد الطرق المؤدية إلى الجسر وإبعاد المارة قبل وقوع الانفجار.
كما هرع رجال الشرطة النهرية لانتشال عدد ممن سقطت سياراتهم في نهر دجلة، وإثر التفجير حلقت مروحيات أميركية فوق موقع الهجوم.
من جهة أخرى قتل ستة أشخاص وأصيب 21 آخرون بانفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة تقل عمالا وطلابا في شرق كركوك ظهر اليوم.
خسائر أميركية
من جهته أعلن الجيش الأميركي مقتل اثنين من جنوده في العاصمة العراقية في اليومين الماضيين، ليرتفع عدد القتلى من الجنود الأميركيين إلى 34 في أبريل/ نيسان الحالي فقط، ويبلغ إجماليه 3282 منذ الغزو قبل أربع سنوات.
وفي سياق ذي صلة قرر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس تمديد فترة انتشار الجنود الأميركيين في العراق وأفغانستان من 12 إلى 15 شهرا حتى توفر عدد كاف من القوات على الأرض.
مقتدى الصدر احتج على رفض الحكومة وضع جدول زمني لانسحاب الأميركيين وأشار غيتس في مؤتمر صحفي أمس إلى أن القوات الأميركية مثقلة بالأعباء، وأن هذه الخطوة ستسمح للجيش بالحفاظ على الزيادة التي أمر بها الرئيس الأميركي جورج بوش في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وانتقد رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي النائب الديمقراطي إيك سكلتون هذه الخطوة وقال إنها ستترك أثرا سلبيا على الجنود وأسرهم.
كان الجيش الأميركي جدد أمس اتهاماته لإيران بأنها تزود تنظيمات عراقية بالأسلحة وتدربها في أراضيها لقتال القوات الأميركية، ولكن اللافت أن المتحدث باسم الجيش الجنرال وليام كالدويل اتهم طهران بتقديم الدعم لجماعات سنية إضافة للاتهامات السابقة بدعم تنظيمات شيعية.
من جهة أخرى ندد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في بيان وزعه مكتبه اليوم بتصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي التي رفض فيها وضع جدول زمني للانسحاب الأميركي من العراق، مهددا بالانسحاب من العملية السياسية.