الرباط تقترح حكما ذاتيا للصحراء ولكن تحت سيادة وعلم المغرب
(الفرنسية-أرشيف)وافق المغرب وجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) على دعوة مجلس الأمن لهما لإجراء مفاوضات مباشرة وغير مشروطة لحل النزاع في الصحراء الغربية.
وأكد الوزير المنتدب للخارجية المغربية الطيب فاسي الفهري استعداد بلاده لمفاوضات جادة وفورية، واعتبر الفهري أن القرار يتوج جهود بلاده ويشيد بها بعد أن قدمت الشهر الماضي مبادرة لمنح المنطقة حكما ذاتيا موسعا تحت السيادة المغربية.
من جهته أعلن ممثل البوليساريو في الأمم المتحدة أحمد بخاري استعداد الجبهة للبدء فورا في المفاوضات، لكنه قال -بتصريحات للصحفيين في نيويورك- إن أي محادثات مصيرها الفشل إذا لم توافق الحكومة المغربية على إجراء استفتاء لتقرير مصير الإقليم. واتهم بخاري الرباط بمحاولة إجبار مجلس الأمن على تبني خطتها فقط لحل النزاع.
وقال مندوب المغرب لدى الأمم المتحدة مصطفى ساهل للصحفيين إن الرباط ستقدم ردودا ملائمة على موضوع حق تقرير المصير، لكنه لم يشر إلى إمكانية الموافقة على إجراء الاستفتاء الذي ترفضه بلاده بشدة.
كما أعربت الخارجية الجزائرية في بيان رسمي عن الارتياح تجاه "تبني مجلس الأمن الدولي قرارا يؤكد أن الحل في الصحراء الغربية يكمن في تلبية حق تقرير المصير".
يشار إلى أن الخطة المغربية تطرح حكما ذاتيا موسعا يتضمن انتخاب برلمان وتشكيل حكومة تدير شؤون الصحراء ولكن تحت السيادة المغربية، وأبدت الرباط استعدادا للموافقة على إجراء استفتاء على موضوع الحكم الذاتي ولكن ليس على تقرير المصير.
أما البوليسارو فتصر على أن يحدد سكان الصحراء موقفهم إما بقبول الحكم الذاتي المقترح أو الانفصال التام عن المغرب.
كما مدد مجلس الأمن مهمة البعثة الأممية في الصحراء ستة شهور أخرى، ويبلغ عدد أعضاء البعثة 225 وانتهى تفويضهم أمس الاثنين.
مظاهرات في الصحراء تطالب بالاستقلال (الفرنسية-أرشيف)
وساطة أممية
وخاض الجانبان صراعا على مدة ثلاثة عقود، وتوسطت الأمم المتحدة عام 1991 في التوصل على اتفاق لوقف إطلاق النار واقترحت إجراء استفتاء لتقرير مستقبل الإقليم، لكن بعد نحو 16 عاما وإنفاق نحو ستمائة مليون دولار فشلت المنظمة الدولية في إنهاء النزاع أو إجراء الاستفتاء المقترح.
وحاول المبعوث الأممي السابق جيمس بيكر لسنوات التوسط لتسوية وطرح خطة تتضمن إجراء استفتاء يحدد من خلاله الصحراويون الاستقلال أو قبول الحكم الذاتي أو الاندماج مع المغرب، ولكن جهود بيكر فشلت وتخلى منذ ثلاث سنوات عن مهمته.
ويرى مراقبون أن المغرب نجح خلال الفترة الماضية في حشد تأييد دولي لخطته، وقد بعث 180 عضوا بمجلس النواب الأميركي برسالة الخميس الماضي إلى الرئيس الأميركي جورج بوش تحثه على تأييد خطة الرباط بشأن الحكم الذاتي.
ورأى النواب أن من مصلحة الأمن القومي الأميركي حل هذا النزاع، مشيرين إلى أن "تنظيم القاعدة وجماعات إرهابية أخرى" بدأت تكثف تواجدها في شمال أفريقيا.
وتعتقد واشنطن أن حل أزمة الصحراء قد يكون حافزا لتحسين التعاون بين دول شمال أفريقيا في جهود مكافحة ما يسمى الإرهاب والتوصل لاتفاق لتحرير التجارة