دعت بريطانيا إلى فرض عقوبات تتضمن حظرا شاملا للسلاح على السودان إذا فشلت خطة الأمم المتحدة لنشر قواتها في إقليم دارفور. وقال الوزير البريطاني لشؤون أفريقيا ديفد ترايزمان إنه يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة أكبر لإنشاء قوة لحفظ السلام وتعيين مبعوث خاص للسودان.
وأجرى الوزير البريطاني محادثات أمس في نيويورك مع مسؤولي المنظمة الدولية لحفظ السلام. وطالب بالمضي قدما في خطة نشر أربعة آلاف جندي إضافي من الأمم المتحدة في دارفور قبل نهاية مارس/آذار المقبل.
واقترح في حال عدم تنفيذ الخطة توسيع قائمة عقوبات مجلس الأمن على شخصيات سودانية وأن يشمل حظر السلاح السودان كله لا دارفور وحدها.
وأكد ضرورة المضي قدما في التصويت على ذلك حتى إذا هددت روسيا أو الصين باستخدام حق النقض (الفيتو) أو الامتناع عن التصويت. وكانت روسيا والصين امتنعتا عن التصويت العام الماضي على قرار إنشاء قوة لحفظ السلام في دارفور.
ووافقت الحكومة خلال الأشهر القليلة الماضية على ما سمي بخيار القوات الهجين على ثلاث مراحل، الأولى تتضمن إرسال مئات من الموظفين الأممين المعاونين لقوات الاتحاد الأفريقي البالغ قوامها 7000 جندي، ثم نشر أربعة آلاف جندي أممي، وأخيرا القيام بعملية مختلطة أكبر للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
لكن الخرطوم تتحفظ على كثير من التفاصيل وعدد القوات وإدارة عملية حفظ السلام.
البشير وعد بتجاوز كل عقبات السلام بدارفور (الأوروبية)قمة طرابلس
وفي العاصمة الليبية طرابلس اتفق أمس الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره التشادي إدريس ديبي على مضاعفة الجهود لمنع انتشار العنف في دارفور عبر حدود بلديهما.
وكان هذا الاتفاق أبرز ما تمخضت عنه القمة الرباعية التي استضافها الزعيم الليبي معمر القذافي بمشاركة الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي.
وقال القذافي في ختام القمة إن "الذين حملوا السلاح وأفشلوا الاتفاقات السابقة تأكد لهم أن التفاوض هو الحل السلمي لكل هذه المشاكل". ودعا المتمردين في تشاد ودارفور إلى إلقاء السلاح والدخول في مفاوضات و"إلا سيكون الجميع ضدهم".
ومن ناحيته أكد الرئيس السوداني التزامه بما اتفق عليه في هذه القمة، وقال إن وفودا ستبحث تفاصيل هذا الاتفاق "لنفتح صفحة جديدة في العلاقات السودانية التشادية وتجاوز كل عقباتنا لتحقيق السلم في الإقليم".
وصرح الرئيس التشادي "أقول لأخي البشير إني صادق ومخلص ويمكن أن يثق في ما أقول بأن ما أتمناه اليوم هو تطبيع كامل للعلاقات بين بلدينا". واعتبر أن حل أزمة دارفور سيكون في مصلحة تشاد.
ولم يتضح مصير المفاوضات المرتقبة في طرابلس بين الحكومة السودانية وفصائل المتمردين الرافضين لاتفاق
أبوجا والتي شكلت ما يسمي بجبهة الخلاص الوطني. وكان مصدر ليبي قد أعلن أمس أن ممثلي كل الفصائل المتمردة موجودون في طرابلس لبدء المفاوضات.
ودعا المجذوب الخليفة أحمد مستشار الرئيس السوداني بقية فصائل التمرد للانضمام لاتفاق أبوجا الذي وقعه فقط فصيل ميني أركو ميناوي بحركة
تحرير السودان في مايو/آيار 2006.
وأكد خليفة في تصريحات للصحفيين أنه سيتم وضع آلية محكمة يشرف عليها الاتحاد الأفريقي وليبيا وإريتريا لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه. وأضاف أنه سيتم نشر نقاط مراقبة حدودية وإنشاء لجان وزارية تشرف على تفعيل اتفاق طرابلس في فبراير/شباط 2006.