تفجيرات الجزائر أثارت الخوف من اتساع ظاهرة العنف
حمل المرشد العام للإخوان المسلمين الحكومات العربية مسؤولية "جزئية" عما يقع من تفجيرات وأعمال عنف, وقال إن غياب ثقافة الإسلام السمحة بسبب مخاوف الحكومات والتضييق على التيارات الإسلامية المعتدلة "أفرز هذه التصرفات الشاذة وفتح المجال أمام أفكار متطرفة يتخفى أصحابها بعباءة الدين، والإسلام منها برئ".
وقال مهدي عاكف للجزيرة نت معلقا على تفجيرات المغرب والجزائر، إن خطورة هذه التفجيرات "تكمن في مخاوفنا من إلصاقها مجددا بالإسلام" مؤكدا أن "الإسلام يرفض استخدام العنف حتى إذا كان الهدف مقاومة حكومات مستبدة".
كما أعرب مرشد الإخوان عن خشيته من استغلال الغرب لهذه التفجيرات للتضييق على المسلمين, قائلا إن العالم الغربي "يكن عداء لا عقلانيا تجاه الأمة".
إدانة الأحزاب
وقد أدانت الأحزاب والقوى الوطنية المصرية تفجيرات المغرب والجزائر، ووصفتها بأنها "أحداث مروعة ليس لها أي مبرر سياسي أو عقائدي" محذرة من محاولة إلصاقها بالإسلام.
وفي هذا الصدد أدان حزب الوفد التفجيرات التي وصفها بأنها "عمل وحشي لا يرتبط بأي فكر ديني أو سياسي معتدل، وإنما يأتي ترجمة لتنامي ظاهرة الإرهاب العالمي التي تعتبر المشكلة الاقتصادية أحد عواملها الرئيسية."
عاكف أكد إدانة إخوان مصر للتفجيرات
أجيال يائسة
وأبدى سكرتير عام حزب الوفد، فى تصريح للجزيرة نت، خشيته من أن تشجع هذه التفجيرات التنظيمات الصغيرة في مصر خاصة فى شبه جزيرة سيناء على معاودة نشاطها المسلح ثانية معتبرا أنه لا مجال لمحاصرة ظاهرة الإرهاب إلا بالمزيد من التشديد الأمني.
وأوضح منير فخري عبد النور أن المشكلات التي تواجه الديمقراطية وحقوق الإنسان "تسهم بشكل كبير في خلق حالة من الاحتقان الاجتماعي والسياسي في المجتمعات العربية التي تساعد بدورها في إفراز أجيال يائسة وجاهزة لاستقبال أفكار متطرفة تجد فيها السبيل للانتقام من مجتمعاتها".
حزب الغد الليبرالي استنكر على لسان رئيسه إيهاب الخولي التفجيرات، محذرا من إعادة تنظيم القاعدة لترتيب صفوفه في دول المغرب العربي معتمدا في ذلك على الخبرة الطويلة للجماعات الجهادية خاصة في الجزائر.
خيار العنف
وقال الخولي للجزيرة نت إن "العنف هو البديل الطبيعي للديمقراطية، وإن تراجع الإصلاح السياسي واحترام حقوق الإنسان في دول المنطقة العربية علاوة على تدني الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية خلق مناخا مشجعا للمد المتطرف سواء تحت مسميات دينية إسلامية أو غيرها".
وطالب رئيس حزب الغد المجتمع الدولي بالاستجابة للدعوات العديدة بعقد مؤتمر عالمي لمناقشة قضية الإرهاب وفي مقدمتها تعريف الإرهاب ووضع اتفاقيات دولية ملزمة لكافة الدول، موضحا أن مواجهة الإرهاب أمنيا فقط فاقمت من حجمه وأن الأمر يتطلب جهدا ثقافيا وتوعويا حثيثا.