سيمور هيرش يدعو الإعلام الأميركي للالتزام بالحيادية في تغطية شؤون الشرق الأوسط
انتقد الصحفي الأميركي الشهير سيمور هيرش أداء كبرى وسائل الإعلام الأميركية في تناول قضايا الشرق الأوسط في السنوات القليلة الماضية وأبدى نوعا من التفاؤل في تأثير الصحافة على مجريات الأمور في جميع الأنحاء، وأقر بأن إعلام بلاده يمر بمرحلة صعبة في ظل إدارة الرئيس جورج بوش.
وقال هيرش في مقابلة مع الجزيرة نت على هامش منتدى الجزيرة الإعلامي الثالث إن تغطية الإعلام الأميركي لشؤون الشرق الأوسط خاصة الحرب على العراق لم تتسم بالحيادية والنزاهة.
ودعا هيرش الذي يعد أحد كبار رموز صحافة الاستقصاء في العالم وسائل الإعلام الأميركية إلى أن تنتهج نهجا أفضل وأن تكون حيادية بشكل أكبر في التعاطي مع ما يجري في الشرق الأوسط.
وأقر هيرش بأن الإعلام في بلاده يجتاز مرحلة صعبة في ظل الإدارة الحالية التي لا تكترث بما تقوله الصحافة وأبدى نوعا من التفاؤل في استعادة الصحافة قريبا لدورها التأثيري في صياغة القرار بالولايات المتحدة.
على صعيد آخر أشار هيرش إلى الدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه الصحافة المستقلة والقوية في تغيير مجريات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، مستشهدا بانتشار الإعلام الجديد وما يعرف بصحافة المواطن في المنطقة.
وفي المقابلة تحدث هيرش عن بعض المحطات في مساره المهني الطويل وعن مستقبل صحافة الاستقصاء وطرق تعامله مع مصادر الأخبار وأسلوب اشتغاله ومدى إفادته من تقنيات الاتصال الحديثة.
ولم يستبعد هيرش الذي فجر قبل نحو ثلاث سنوات فضيحة التعذيب الذي تمارسه القوات الأميركية في سجن أبو غريب بالعراق، أن تكون بعض المصادر قد حاولت استغلاله لكن كان دائما يحاول ألا يكون مروجا لدعايات بعض الأطراف.
واعترف هيرش بأنه ليس من كبار مستخدمي الكمبيوتر وأنه لا يتابع ما يستجد في عالم هذه التقنيات, وبرر كثرة الملفات الورقية في مكتبه بتفادي كتابة أسماء مصادره على الكمبيوتر لأسباب أمنية.