باكستانيون يحتفلون بحرق الأشرطة والأقراص التي قالوا إنها تحوي مواد غير أخلاقية
اعتبر الرئيس الباكستاني برويز مشرف إقامة محكمة شرعية في المسجد الأحمر في إسلام آباد وحرق عدد من الأشرطة والأقراص المدمجة عملا غير إسلامي، وهدد بعدم التساهل مع أي جهة تلجأ إلى العنف.
ودعا مشرف أمس -أمام مؤتمر بالعاصمة الباكستانية بشأن صحة المرأة- إلى التفاهم بين جميع الباكستانيين، وقال في إشارة إلى طلاب المدارس الدينية "يجب آلا يحققوا العدل بأنفسهم لأن ذلك سيؤدي إلى الفوضى ولن نسمح بذلك".
ويخيم القلق في أوساط أصحاب محال بيع الأشرطة والأقراص المدمجة الذين تلقوا تهديدات بإغلاق محالهم ما لم يغيروا نشاطهم التجاري. وكان مئات من طلبة المدارس الدينية الباكستانية في إسلام آباد قد بدؤوا حملة إتلاف أعداد هائلة من الأقراص المدمجة, التي قالوا إنها ذات محتوى غير أخلاقي.
عبد العزيز (وسط) وعد بنقل حملته لكل أنحاء باكستان
محكمة شرعية
وأعلن إمام المسجد الأحمر مولانا عبد العزيز في خطبة الجمعة أمس إنشاء محكمة شرعية في المسجد لتطبيق الشريعة الإسلامية.
كما حذر عبد العزيز السلطات الباكستانية من أي تحرك ضد المسجد وقال إذا كان الاقتحام "هو آخر خيار للحكومة فإن خيارنا الأخير سيكون تنفيذ هجمات انتحارية"، مؤكدا أن عشرات آلاف المتطوعين مستعدون لتوجيه هذه الضربات.
وأضاف في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية "إذا كانت الحكومة لا تريد فرض الشريعة فإننا سنقوم بذلك في المسجد وسنأتي بالعدالة للناس الذين يريدون أن تحل مشاكلهم من خلال الشريعة الإسلامية".
وقال عبد العزيز للجزيرة اليوم إن حملته ستمتد إلى جميع أنحاء باكستان، ودعا أيضا السلطات لإزالة جميع اللوحات التي تحمل صورا غير لائقة من الشوارع. وأكد عبد العزيز أنه منح السلطات مهلة شهر لإغلاق "المواخير ومواقع بيع الخمر ولعب القمار".
ويقوم طلاب المسجد الأحمر منذ أسابيع بحملة توعية أخلاقية تندد بها وسائل الإعلام الباكستانية والأحزاب العلمانية معتبرة أنها تندرج في إطار عملية "طلبنة" باكستان في إشارة لحركة طالبان الأفغانية.
ويصف مراقبون ذلك بأنه تحد آخر للرئيس الباكستاني الذي واجه مؤخرا معارضة داخلية شديدة لقراره الشهر الماضي إقالة ومحاكمة رئيس المحكمة العليا افتخار شودري.