نانسي بيلوسي قدمت إلى سوريا رغم انتقادات البيت الأبيض
جمع المحللون السوريون على أهمية زيارة وفود الكونغرس الأميركية إلى دمشق خاصة الوفد الذي ترأسته رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي باعتباره يؤسس لإطلاق حوار جدي بين الكونغرس ودمشق، لكن كثيرا منهم يدعو لعدم الذهاب بعيدا بالتفاؤل استنادا إلى أن السياسة الخارجية من صلاحية الرئيس جورج بوش وليس الكونغرس.
الحوار هو الأساس
رئيس اتحاد الصحفيين السوريين إلياس مراد قال إن محادثات بيلوسي مع القيادة السورية تعبير عن أن الحوار هو الذي يؤدي إلى نتائج وأن مجرد حصول الزيارة هو نوع من الحوار خاصة أن هؤلاء النواب لا يمثلون الإدارة بل المجتمع الأميركي بأسره.
وكانت دمشق رحبت بزيارة بيلوسي التي قدمت إلى دمشق رغم انتقادات البيت الأبيض ومعها سبعة من أعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بينهم توم لانتوس رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب وكيث إيليسون أول نائب أميركي مسلم.
وجاءت الزيارة بعد يومين من زيارة وفد مؤلف من ثلاثة من أعضاء الحزب الجمهوري هم فرانك وولف وجو بيتس وروبرت أدرهولت. وقبلها بيوم التقى النائب الجمهوري درايل عيسى مع الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم وبحث سبل الحوار بين البلدين.
من جهته اعتبر وزير الإعلام السوري السابق الدكتور مهدي دخل الله أن الزيارات تؤكد أن كل محاولات عزل سوريا باءت بالفشل وأن هذا التحول في "الاستبلاشمنت" سيضغط على الإدارة الأميركية مع مرور الوقت ويجبرها لتليين مواقفها خدمة للمصالح الأميركية الحقيقية.
ولفت دخل الله الذي يترأس مركزا للدراسات الإستراتيجية حاليا أن تقاطر وفود الكونغرس الأميركي إلى سوريا تؤكد أن الحوار ضروري جدا للتعامل بين العاصمتين وهذا لا يعني أن الخلافات انتهت بل بالعكس هناك إصرار أميركي على مواقفهم كما تصر سوريا على مواقفها التي أثبتت التطورات صحتها.
نانسي بيلوسي زارت أسواق دمشق القديمة قبل المحادثات الرسمية
خطوة متقدمة
لكن الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية مروان قبلان دعا في حديث للجزيرة نت إلى عدم المبالغة بالتفاؤل بزيارة بيلوسي ووفود الكونغرس الأخرى، لافتا إلى أن الرئيس الأميركي هو الذي يقود السياسة الخارجية استنادا للدستور كما أن له الحق باستخدام "الفيتو" ضد أي قرار يتخذه الكونغرس حول سياسته.
وأقر قبلان أن تلك الزيارات خطوة متقدمة باتجاه الانفتاح الاقتصادي غير الرسمي على سوريا واستكشاف أرضية مشتركة بين البلدين حول المثلث الساخن في العراق ولبنان وعملية السلام.
أما رئيس مركز الدراسات الإسلامية الدكتور محمد حبش فذكر أنه لا يوجد أحد في سوريا توقع تطابقا في الرؤى، بل على العكس كل التوقعات تشير إلى وجود خلافات في المواقف تجاه كثير من القضايا المطروحة.
لكنه رحب بخطوة بيلوسي الشجاعة وبموقفها تجاه العراق خاصة. واعتبر أن تأييد بيلوسي وحزبه للانسحاب من العراق فيه مصلحة لسوريا وللشعب العراقي، مؤكدا أن سبب المشاكل في العراق هو الاحتلال وليس أي توصيف آخر.
وكانت بيلوسي قالت في مؤتمرها الصحفي قبل مغادرة دمشق إنها بحثت مع الرئيس الأسد موضوع تسلل المقاتلين عبر الحدود السورية لتهديد حياة الجنود الأميركيين والمدنيين العراقيين، ولفتت إلى نقلها رسالة رئيس الحكومة الاسرائيلية إيهود أولمرت باستعداده للسلام، كما أبدت قلقها من علاقات سوريا بحزب الله وطالبت بضغوط سورية على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
بدوره رأى مراد أن سوريا تدعم السلام على أساس مرجعية الأرض مقابل السلام وبالتالي الانسحاب الإسرائيلي من الجولان وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وأضاف أن بلاده ترى أن المسألة يجب أن تعالج كسلة واحدة عبر الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، مشيرا إلى أنه عندما يزول الاحتلال تعالج كل قضايا المنطقة.
واستمرت زيارة بيلوسي يومين، زارت في اليوم الأول الجامع الأموي وأسواق دمشق القديمة وأجرت في الثاني المحادثات الرسمية.