imedia مدير
عدد الرسائل : 841 العمر : 38 Localisation : خريبكة , المغرب تاريخ التسجيل : 27/01/2007
لوحة التميز رتبة:
| موضوع: الترابي..الرجل المعجزة في الصخيرات 20/3/2007, 2:57 am | |
| الترابي..الرجل المعجزة في الصخيرات مصطفى العلوي أكثر من خمسة آلاف شخص، بشهادة نائب برلماني، يزدحمون في باب ضيعة الرجل المعجزة، المكي الترابي، الذي ليس في الواقع، ساحرا، ولا فقيها ولا مشعوذا، وإنما الأمر يتعلق ببروز ظاهرة خارقة في المغرب، عرفت مثيلاتها في التاريخ، ولكنها تجلت في المغرب، في هذا الشخص، الذي استفحلت أرقام المتراصين في باب بيته، والقادمين من جميع أطراف المغرب، ومن الجزائر، والكويت، والسعودية، وقطر، ومن مونريال بالكندا.. ومن نيويورك، ومن أنحاء فرنسا.. وكل من تعالج حالته، يعود ليتولى تأكيد ذلك لآخرين، سرعان ما يأتون إلى الصخيرات.. حيث كسبت المقاهي المجاورة ودارت الحركة عند بائعي المأكولات. وطلبت السلطات من الترابي أن يغير مكانه، ويذهب إلى ضيعته حتى لا يتسبب في عرقلة حركة السير التي أصبحت تحول دون مرور السيارات والحافلات. و لا يستغرب القراء من خروج هذا الموضوع عن المألوف، لأن الأمر يتعلق بظاهرة أصبحت تشغل الرأي العام، ومواطن، تريد المصالح الطبية طحنه على حساب بعض الحسابات الشخصية.. وقد تولت بعض الصحف، الكتابة والتشهير بهذا الرجل، حتى أن بعضها كتبت أنه تسبب في قتل امرأة، وبديهي أنه لو كان في الأمر أثر من الصحة لتمت متابعة الرجل.. وإنما القضية كذب في كذب، وأقلام يحركها بعض أطباء المنطقة الذين كسدت مكاتبهم وعياداتهم، عندما ظهر الترابي، فأخذوا يسربون للصحف انتقاداتها له، بينما الترابي لا يمارس تجارة، ويمتنع عن لمس الأوراق النقدية من مرضاه.. يكتفي في أغلب الحالات بقوالب سكر، يجمعها في كل يوم ويبيعها ليدفع أجور اثنين وعشرين من أعوانه، المكلفين بالسهر على تنظيم طوابير الزوار.بدأت قصة حياة الترابي، عندما كان صغيرا منذ أربعة وخمسين عاما في منطقة أولاد عثمان بالصخيرات، عندما لاحظ عليه أبوه الحاج محمد شيبول، ظاهرة قوة خارقة تسكنه.. فعندما يوجه يده في اتجاه أي شيء يكسر عن بعد، وكان يرفض المدرسة ويصاب برعشة كلما جلس في القسم، حتى أن أحد أساتذته فرنسي في مدرسة بوزنيقة يسمى "مالوري"، قال له سنة 1959، إنك ستكون في المستقبل بابا، يعني قديس الكنيسة الأكبر.وعندما أصبح سكان الصخيرات يسمونه البهلول، انزوى في ضيعة أبيه، فكان كلما ضرب في الأرض بالعتلة، أعطت الأرض خيرات لا تعد ولا تحصى، ولا تعطيها أية ضيعة في الصخيرات، ليتوسع حال أبيه الذي اشترى بالمدخول ضيعة ضخمة، استثمر في تجهيزها مائة و أربعين مليون سنتيم وأخذ يتجول بولده المكي في جميع الأضرحة والسادات والأولياء.. علّ الله يشفيه من هذه البلية(...) التي هي قوة مغناطيسية في كلتا يديه، بمجرد ما يضع يده في يد مريض تنطلق رعشة مغناطيسية غريبة، وعندما لا يكون مصافحه مصابا بأي مرض، ترجع الصعقة الكهربائية ليد الترابي، فيطلب من زائره أن ينسحب.ولقد نصحه أبوه بالتوجه إلى فرنسا، عند منجمة فلكية مشهورة "ميديوم" زارها في باريس سنة 1973، فلم تستطع شيئا في حقه، وقالت له أنه يتوفر على قوة خارقة فوق ما تتصوره هي، ولا تفهم كنهها. ثم استمر عنده شعور بالرغبة في التخلص من هذه القوة، وسمع عن ساحر كبير في القاهرة، يهودي يسمى حمو، يسكن في بيت على ضفاف النيل، فتوجه عنده طالبا منه تخليصه من هذه الطاقة، كان ذلك سنة 1974، وقد أركبه الساحر في سيارة واتجه به إلى منطقة سكنية وقال له إني أملك عمارة هنا، هل لك أن تقول لي أين هي، فأشر عليه بالعمارة التي يملكها اليهودي. ليرجعه إلى بيته وبدون استشارته أحضر موثقا، وقال له إني سأمضي معك اتفاقا لمدة سنة تشتغل معي، فرفض الترابي بإحساس رافض من داخله، وعاد للصخيرات لينزوي في ضيعة أبيه ثلاث عشر عاما لا يغادر الضيعة، ولا حتى للتوجه عند حلاق أو حمام، في عزلة غريبة، تزوج خلالها وأنجب ثلاث أولاد.ولقد صدم الترابي سنة 1992 إثر وفاة والده في حادثة اصطدام، ليبقى مكلفا بشؤون العائلة، قبل أن يناديه من داخله مناد يقول له إنك ستموت قريبا(...) ولابد أن تنفع أولاد بلادك بما تتوفر عليه من طاقة.[1812]لذلك، وعندما وصفته إحدى الصحف بالمشعوذ، بكى كالطفل، وقال هل أنا الذي اخترت هذه الوضعية، فالمشعوذ يبحث عن مال وهو يمتنع عن الإمساك بالمال، ولازالت ضيعته التي ورثها من والده تدر عليه الخيرات.[/size] لذلك وعندما قرر استقبال بعض المرضى، لمعالجتهم بدون دواء، ولا جراحة، ولا رش، ولا بخور، ولا دعاء ولا تعاويذ ولا قراءة، لأنه لم يتعلم في صغره، وغادر المدرسة في سنواته الأولى، أصبح يكتشف أن ما لديه من طاقات، يتعدى ما كان يتصوره.ولم يبدأ في استقبال الزوار، من سكان الصخيرات، إلا بداية سنة 2006.. حينما أصبح يفاجأ بالزوار يتعدى الآلاف كل يوم، ووجد نفسه متورطا في حتمية استقبالهم، قبل أن يدخل عليه مرضى، مرفوقين بترجمان.فقد جاءه مرة انجليزي من ايرلندة، عمره أربعة وثلاثون عاما، وهو ثري، أحضر معه ترجمانه، وموظفا من سفارة بلده، يشتكي له بأنه يسمع في أذنه صاعقة مثل قطار يمر، وأن أي طبيب في ايرلندا لم يجد له الحل ولا الدواء، وبعد ثلاث زيارات، ذهب الانجليزي مشافى، ليرجع لبلده حيث بدأ الانجليز يتقاطرون على صاحب معجزات الصخيرات، وجاءه مرة يهودي مع ترجمان، قال له أنه من إسرائيل، ومصاب بسرطان.هناك بدأ جهاز الديستي لمراقبة التراب الوطني، يهتم بالموضوع، وأرسل جواسيسه لمتابعة ما يجري عنده، خصوصا بعد أن تكاثر عدد الأجانب المتوافدين عليه، وربما كان الجهاز البوليسي يخشى أن يكون الأمر متعلق بالشعوذة، إلا أنهم اكتشفوا أن الرجل لا يأخذ تعويضا من أحد، وإنما يعطي للمريض، قنينة ماء مغلقة، بعد أن يمسها بيده، أكدت التجربة أن ذلك الماء، وبعد يومين أو ثلاثة يتغير لونه، ويصبح له طعم الزفورة، ليقول لمرضاه.. ورغم تغير طعم الماء.. استمروا في شربه، وقالت لي سيدة مجربة أنها كلما شربت من ذلك الماء أحست برعشة وتعافت إثرها.فالمريض بالسكر، وقد عالج كثيرين منهم من أكدوا في تصريحات خاصة بأن مستوى السكر في دمهم نزل إلى درجة مائة وعشرة.. وذلك بعد ثلاث زيارات، يستمرون في شرب الماء الذي كان الترابي مسه بيده.فيده اليمنى تعالج وتطرد من الجسم كل آثار السحر، والثقاف والأمراض العصبية، بينما يده اليسرى تعالج الإصابات الأخرى، وربما تطلق افرازات لا مرئية، عالجت عدة حالات من السرطان، وخاصة سرطان الثدي الذي أعرف سيدة عولجت منه.وصباح الاثنين الأخير، 15 يناير 2007، كان في باب بيت المكي الترابي، أمير اسباني كبير من العائلة المالكة الحاكمة، زاره للمرة الثانية، رفقة كاتبته الخاصة التي تترجم كلام الأمير الاسباني إلى العربية، وهذا الأمير مصاب بسرطان الدم، بعد الجولة الأولى عاد إلى اسبانيا، ليجري تحليلات أنزلت نسبة مرض الدم من رقم 22 إلى رقم 18، وعاد الاثنين ليعاود التجربة، رغم أن الترابي يقول: إن سرطان الدم هو الداء الوحيد الذي يختفي إثر مقابلة واحدة، مما يفسر أن الطاقة الخارقة تسري مع الدم مباشرة.ومنذ شهرين جاءه من السعودية، عقيد شرطة عمره ستة وأربعون عاما، زاره في حالة شلل تام، وزاره ثلاثة أيام متتالية، عاد بعدها إلى إقامته في الرباط، يمشي على رجليه، وقد عرض عليه السعودي أموالا طائلة رفضها، ثم استدعاه بعد أن قضى في الرباط سبعة عشر يوما لزيارة السعودية، والقيام بعمرة فرفض، لأنه يخاف على نفسه من مغادرة موقعه في الصخيرات.وذهب مرة لزيارة أقربائه في المستشفى العسكري بالرباط ليشاهد من باب الصدفة، سيدة تزور زوجها، وهو ضابط مريض في المستشفى، ولكن الزوجة كانت تغطي فمها بمنديل نتيجة إصابتها بمرض خطير في لثتها، والريق ينزل بدون انقطاع، فعالجها في لحظات وهي واقفة، ليتخوف بعد ذلك من زيارة المستشفى حتى لا يتعرض لهجوم من طرف الأطباء، مثلما جاءته سيدة عمرها أربعون عاما من الناضور عشية السبت 13 يناير الجاري، محمولة نتيجة شلل في أرجلها، عادت إثر زيارتها تمشي على أرجلها، مثلما حصل لصحفي من القناة الثانية اشتكى للترابي بخلل في رجله، لتبقى قضية صحفيي القناة الثانية، مجرد تركيبة تكذبها الوقائع بعد أن كاد أحد المهندسين، جرب معجزة الترابي، أن ينظم مسيرة مع عدد كبير من الذين استفادوا من العطاء الخارق للرجل، احتجاجا على ما تكتبه بعض الصحف ضده.فقد سجلت مراسلة قناة اقرأ في الرباط الصحفية مجد، استجوابا مع السيدة فاطمة، سبعون عاما، من الدار البيضاء، والتي كانت تعاني منذ خمس سنوات شللا أصابها نتيجة انفجار شراييني إثر ارتفاع ضغطها، فبقيت تعاني من شلل في يدها ورجليها وزارت أطباء إسبان في جزيرة مايوركا دون فائدة، إلى أن زارت الترابي في الصخيرات، لتعود الحركة إلى يدها و رجليها، بشكل جعل عددا من النساء الحاضرات، يزغردن جماعيا لظهور هذه المعجزة، التي حضرتها سيدة من الدار البيضاء تنتج برنامجا تلفزيونيا بالقناة الأولى، أكدت لي أنها شاهدة على حالة فتاة كانت مصابة بتشوه في وجهها، عالجها الترابي وعاد وجه الفتاة إلى طبيعته.وقد وصلت سمعة الترابي إلى الإمارات العربية المتحدة، وجاءه من أبوظبي صحفيون أحضروا معهم مرضى مختلفي العاهات، وتابعوا معه معجزات معالجتهم، لتبقى ظاهرة المعجزة متجلية أمام هذه الجموع من الشهود الآخرين، قضاة ومهندسون ومحامون وحتى أطباء، تجدهم في مدخل بيته يساهمون في ترتيب الزوار وتنظيمهم تفاديا للازدحام، لتظهر المعجزة أيضا، في هذا النظام الذي يسود آلاف الزوار، حيث تشرف مجموعة من الشبان، على فرض نظام يجعل كل زائريه يدخلون عليه كلهم، ويحصلون على ما أرادوا.فالرجل رغم جسمه الكبير، وطابعه البدوي، لا تظهر عليه بوادر الغنى، رغم أنه من أغنى سكان الصخيرات، ولكنه بسيط خجول، لم تداخله عجرفة، ولا أنانية، تستدعيه شخصيات هامة في الرباط، فيحضر ممتثلا حينما ترسل إليه أميرة، أو زوجة رجل مسؤول كبير سائقها، ليستجيب بسرعة، ولكنه في جلساته الخاصة يعبر عن استعداده لتحدي أي طبيب يرغب في مواجهته، مستعدا لوضع طاقته الخفية، في مواجهة أي نوع من الأمراض، سواء كانت مزمنة، أو حديثة.الإشكالية الوحيدة عند الترابي هي الخوف الذي يلازمه، لا على نفسه، وإنما على كل من يريدون به شرا، فهو يشعر بأنه يتوفر على قوة رادعة يتوقع أن تضرب بعنف، كل من يحاول الاعتداء عليه.. خوفه الوحيد على أولاده وأفراد عائلته لأن أي واحد في عائلته أو قبيلته، لا يتوفر على هذا العطاء الذي ولد معه، منذ يوم ولادته.بقلم : مصطفى العلوي مدير جريدة الأسبوع
| |
|