سر اختيار الجزيرة العربية مهدا لنشأة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

سر اختيار الجزيرة العربية مهدا لنشأة الاسلام

هل منا من تسائل عن سر اختيار الجزيرة العربية و ما هي الحكمة الالهية التي اقتضت أن تكون بعثته عليه الصلاة و السلام في هذه البقعة من العالم دون غيرها, و أن تكون نشأة الدعوة الاسلامية على يد العرب قبل غيرهم, إن بحثنا في التاريخ القديم أي قبل دخول الاسلام فسنجد الفرس, الروم, اليونان و الهنود .هذه الأمم التي كانت تعيش حول الجزيرة العربية, كانت تعيش انحرافات و اضطرابات دينية, عسكرية,خلقية و اجتماعية مشينة بخلاف الجزيرة العربية التي كانت هادئة, بعيدة بل منعزلة عن مظاهر هذه الاضطرابات كلها, فلم يكن لدى أهلها من الترف و المدنية الفارسية ما يجعلهم يتفننون في خلق وسائل الانحلال و فلسفة مظاهر الإباحية و الإنحطاط الخلقي ووضعها في قوالب من الدين.ولم يكن لديهم الطغيان العسكري الروماني ما يبسطون به أيديهم بالتسلك على أي رقعة من حولهم, و لم يؤتوا من ترف الفلسفة و الجدل اليوناني ما يصبحون به فريسة للأساطير و الخرافات. كانت طبائعهم أشبه ما تكون بالمادة الخام التي لم تنصهربعد في أي بوتقة محولة, فكانت تتراءى فيها الفطرة الإنسانية السليمة, و النزعة القوية إلى الإتجاهات الإنسانية الحميدة, كالوفاء و النجدة و الكرم و الإباء و العفة. إلاأنه كانت تعوزهم المعرفة التي تكشف لهم الطريق إلى كل ذلك. إذ كانوا يعيشون في ظلمة من الجهالة البسيطة و الحالة الفطرية الأولى, فكان يغلب عليهم -بسبب ذلك- أن يضلوا الطريق إلى تلك القيم الإنسانية فيقتلوا الأولاد بدافع الشرف و العفة, و يتلفوا الأموال الضرورية بدافع الكرم, و يثيروا فيما بينهم المعارك بدافع الإباء و النجدة.
الحكم و العظات:
* من المعلوم أن الله عز و جل قد جعل البيت الحرام مثابة للناس و أمنا, و جعله أول بيت وضع للناس للعبادة و إقامة الشعائر الدينية, و حقق في ذلك دعوة أب الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة و السلام. و من لوازم هذا كله و متمماته أن تكون هذه البقعة المباركة نفسها مهدا للدعوة الإسلامية التي هي ملة سيدنا إبراهيم و أن تكون بعثة خاتم الأنبياء و مولده فيها, كيف لا و هو من نسل إبراهيم عليه الصلاة و السلام.
*البقعة الجغرافية للجزيرة العربية ترشحها للقيام بعبء مثل هذه الدعوة, بشبب أنها تقع في نقطة الوسط بين الأمم المختلفة التي حولها . و هذا ما يجعل إشعاعات الدعوة الإسلامية تنتشر بين جميع الشعوب و الدول المحيطة بها في سهولة و يسر, و إذا أعدنا النظر إلى سير الدعوة الإسلامية في صدر الإسلام و عصر الخلفاء الراشدين وجدنا مصداق ذلك جليا واضحا.
*اقتضت حكمة الله تعالى أن تكون اللغة العربية هي لغة الدعوة الإسلامية, وإن تكون هي الأداة المباشرة الأولى لترجمة كلام الله عز و جل و إبلاغه إيانا.
و لعلنا لو أمعنا في خصائص اللغة العربية و قارنا بينها لوجدنا أن اللغة العربية تمتاز بكثير من الخصائص التي يعز وجودها في اللغات الأخرى.
أتمنى أن يجد موضوعي بعض الإنتقادات فلا تقرأ و ترحل
لا تنسوني من خالص دعائكم Smile

السلام

بالفعل لم يكن اختيار هذه البقعة الشريفة اختيارا عشوائيا

سبحان الله مدبر الامور

» الوضع العربي..من الجزيرة.نت
» انه الاسلام والمسلم حق وحقيقي
» الاسلام والحت عن الزواج
» تربية الطفل في الاسلام
» اختيار الرسول للرطب والتمر والماء ليفطر عليها الصائم