قال تعالى (و وصينا الإنسان بوالديه) قال الثعلبي رضي الله عنه : لما أسلم بن أبي وقاص رضي الله قالت أمه يا سعد بلغني أنك صبأت فلا أستظل بظل و لا أكل و لا أشرب حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فمكث ثلاثة أيام فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان أليها و لا يطيعها في الكفر قال القرطبي قدمت أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه راغمة في الإسلام و قيل راغبة في الشرك وقيل راغمة بالميم أي كارهة للإسلام فقالت: يا رسول الله أمي قدمت علي وهي كافرة أفصلها قالى النبي صلى الله عليه وسلم ( رضا الله في رضا الوالدين و سخط الله في سخط الوالدين)[ رواه الترمذي
قال أبو زيد البسطامي رضي الله عنه طلبت أمي ماء فجئتها فوجتها نائمة فقمت أنتظر يقظتها فلما استيقظت قالت أن الماء فأعطيتها الكوز و قد كان سال الماء على أصابعي فجمد الماء عليها من شدة البرد فلما أخد الكوز انسلخ جلد أصبعي فسال الدم فقالت : ما هذا فأخبرتها فقالت اللهم أني راضية عنه فارض عنه.
حكاية:قال أحدهم كنت أبن عشرين سنة فدعتني أمي لنوم معها ليلة من الليالي وقد تعلق قلبي بقيام الليل فأجبتها فجعلت يدي تحتها والأخرى أمرها على ظهرها وأقرأ سورة الإخلاص فخدرت يدي فقلت اليد لي وحق الوالدة الله فصبرت على ذلك كله حتى طلع الفجر وقد قرأت سورة الإخلاص أحد عشرة ألاف مرة ولم أنتفع بيدي التي خدرت فلما مات رحمه الله تعالى رآه بعض أصحابه في المنام وهو يطير الجنان ويسبح الرحمن فقال له بم وصلت ألي هذه المنزلة قال بر الوالدين وصبر على الشدائد وعنه صلى الله عليه وسلم (العبد المطيع لوالديه والمطيع لرب العالمين في أعلى عليين ).
قال موسى عليه السلام يا رب أوصني قال أوصيك بأمك قال أوصني قال أوصيك بأمك حتى وصل ألي التاسعة أوصيك بأبيك يا موسى من بر والديه كنت له وليا في الدنيا وفي القبر مؤنسا وفي الحشر رحيما وعلى و على الصراط دليلا وفي الجنة محدثا يكلمني وأكلمه بلا واسطة.
حكاية:رأيت في التغريب والتهريب عن بعض التابعين أنه مر على حي فوجد مقبرة فانشق منه قبر بعد العصر فخرج منه رجل رأسه كرأس الحمار وبدنه بدن ادمي فنهق ثلاث مراث ثم انطبق عليه القبر فسألت امرأة عنه فقالت :كان يشرب الخمر فتقول له أمه اتق الله فيقول لها انهقي كالحمار فمات بعد العصر فهو كل يوم بعد العصر ينشق عنه القبر وينهق ثلاث مرات.
حكاية: لم خرج موسى عليه السلام من أنطاكية يريد الشام فتعب فأوحى الله تعالى إليه أن أوي ألي سفح جبل فيه عبد لي فاسأله شيئا تركبه فوجده يصلي فلم فرغ يا عبد الله أريد شيئا أركبه فنضر ألي السماء وإذا بسحابة سائرة فقال أيتها السحابة انزلي واحملي هذا العبد حيت يريد فنزلت حتى لصقت بالأرض فركبها موسى عليه السلام فقال الله أتدري بأي شيء أعطيته هذه المنزلة قال لا يا رب سألته أمه حاجة عند وفاتها فبادر ألي قضائها فقالت يا ألهي كما قضى حاجتي فاقض حاجته ولو سألني أن أقلب الخضراء لفعلت.
حكاية:رأيت في الغنية للشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه أن عليا رضي الله عنه سمع رجلا يقول حول الكعبة:
يا من يجب دعاء المضطر في الظلم يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام و فدك حول البيت و انتبهوا و أنت يا حي يا قيوم لم تنم
هب لي بجودك ما أخطأت من جزم يا من أليه أشار الخلق بالكرم
أن كان عفوك لم يسبق لمحترم فمن يجود على العاصين بالكرم
فقال حسن أدركه فادا هو رجل حسن الوجه ألا أنه قد شل جانبه الأيمن فقال أجب أمير المؤمنين فجاء يجر شقه فقال من أنت قال من العرب وكان والدي يتهاون عن المعاصي فلطمته على وجهه فركب ناقته وأتى ألي الكعبة وقال:
يا من أليه أتى الحجاج من بعد يرجون لطف عزيز واحد الصمد
هذه منازل ما قد خاب قاصدها فخد بحقي يا رحمن من ولدي
فشل منه بجود منك جانبه يا من تقدس لم يولد و لم يلد
قال فلم فرغ حتى أصابني ما ترى فلما رجع ورآني في هذه الحالة سألته أن في هذا الموضع الذي دعا علي فيه بعد أن رضي عني فخرج على ناقته فسقط عنها فمات .
كتاب نزهة المجالس
للشيخ
عبد الرحمن العصفوري
الشافعي
10/1/2010, 9:51 pm